ما هو اضطراب القلق؟
علاج اضطراب القلق
اضطراب القلق هو أحد أنواع الاضطرابات النفسية والذي يظهر في صورة الإحساس الدائم بالقلق أو الخوف. ويمكن أن يؤثر هذا الاضطراب على حياتك بشكل سلبي، إذا لم تفعل شيئاً حياله. ويتم تشخيص أكثر من 40 مليون حالة اضطراب القلق بشكل سنوي، في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها.
أما في دولة قطر، فقد أظهرت دراسة أجراها المجلس الأعلى للصحة أن واحداً من أصل كل خمسة من السكان في قطر يعانون من أحد أنواع الاضطرابات النفسية، ويأتي في مقدمة هذه الاضطرابات، اضطراب القلق بنسبة انتشار تجاوزت 20 بالمائة.
والحقيقة هي أننا جميعا نعاني من نوبات اضطراب القلق من وقت الى آخر. فمعظمنا قد يشعر بالقلق والخوف قبل اختبار دراسي أو قبل مقابلة عمل، أو حتى قبل رحلة طيران طويلة. كما نشعر بالقلق أيضا عند الزواج أو إنجاب الأطفال. ويتحول القلق إلى اضطراب نفسي عندما تنتابنا هذه المشاعر بشكل متكرر أو لفترات طويلة من الوقت.
أنواع اضطراب القلق المختلفة؟
هناك أنواع مختلفة من اضطراب القلق:
الرهاب (phobias)، واضطرابات الهلع (panic disorders)، واضطرابات القلق الاجتماعي (social anxiety disorders)، واضطرابات قلق الانفصال (separation anxiety disorders) واضطراب القلق العام (generalized anxiety disorders). كما يمكن تصنيف اضطراب الوسواس القهري (obsessive-compulsive disorder) على أنه أحد أنواع اضطراب القلق، على الرغم من أن حدته قد تؤدي الي تشخيصه على أنه مرض نفسي منفصل بذاته.
معايير التشخيص؟
معايير التشخيص المستخدمة لاضطراب القلق:
الشعور بالاضطراب والقلق المفرطين حيال مجموعة متنوعة من المواضيع والأحداث.
الشعور بالقلق المفرط لفترات تفوق6 أشهر وبشكل واضح.
الأعراض
إذا كنت تعاني من ثلاثة أعراض من الأعراض التالية، فهناك احتمال كبير أنك تعاني من اضطراب القلق، وهو ما يمكن علاجه بسهولة:
- حدة المزاج أو عدم الرضا.
- الشعور بالتعب بصورة سريعة أو بصورة أكثر من المفترض.
- ضعف التركيز أو الشعور كما لو كان العقل قد توقف عن العمل.
- الانفعال (قد يلاحظه أو لا يلاحظه الاخرون).
- آلام متزايدة في العضلات.
- صعوبة في النوم (بسبب صعوبة الاستغراق في النوم أو صعوبة أن تبقى نائما أو الأرق ليلا أو عدم النوم بطريقة كافية).
- العرق الغزير أو الارتجاف.
- الشعور بنوبات مفاجئة من الحر أو البرد.
- المغص أو آلام بمنطقة البطن أو الشعور بالغثيان أو الإصابة بالإسهال.
- الشعور بالتسارع في ضربات القلب.
- ضيق أو صعوبة في التنفس.
- الشعور بآلام في منطقة الصدر، أو بالدوار أو الشعور بالوخز.
ومما لا شك فيه أن معظم الأعراض السابقة تتشابه، ليس فقط مع أعراض أمراض القلب، وإنما أيضاً تتشابه مع أعراض بعض الأمراض الأخرى كمشاكل الغدة الدرقية واضطراب التنفس. ولذلك فقد يهرع من يصاب بهذه الأعراض إلى غرفة الطوارئ ظناً منه أنه على بعد دقائق من الموت. والحقيقة المحزنة هي أن المريض قد يعاني من الألم لسنوات، ويقوم بإنفاق أموال طائلة، قبل أن يتم تشخيص المرض بشكل صحيح.
المسببات
بالرغم من أن المسببات الحقيقية لاضطراب القلق لا تزال غير مؤكدة، إلا أنه من الأكيد أن العوامل الوراثية والمؤثرات البيئية تلعب دوراً كبيراً في ذلك. وقد تحدث الإصابة بهذا المرض عن طريق بعض المسببات، والتي منها:
- الاستخدام المفرط للمهدئات أو المواد المخدرة.
- العوامل الوراثية.
- حدوث تغييرات جذرية في حياة الانسان.
- التعرض لصدمات أو لأحداث مفجعة.
- الاكتئاب.
- مشاكل نفسية دفينة.
- آثار جانبية لبعض الأدوية.
خيارات العلاج
دعنا نتفق أن اضطراب القلق يمكن علاجه بسهولة. قد يتطلب ذلك المزيد من الاسترخاء وإدخال بعض التغييرات على أسلوب حياتك. أما إذا كان المرض مزمناً، فقد تحتاج الى مساعدة من متخصص. وفيما يلي بعض خيارات العلاج:
1- العلاج المَعرفي الإدراكي (Cognitive-Behavioral Therapy) – المعروف أيضا باسم CBTويعتمد هذا النوع من العلاج على تحديد وفهم، ومن ثَّم تغيير، أفكار وتصرفات المريض. وفي معظم الحالات، تظهِر النتائج الإيجابية لهذا الأسلوب في خلال 12-16 أسبوعاً من العلاج.
2- العلاج بالتّعَرُض (Exposure Therapy) – وهو أحد فروع العلاج المعرفي الإدراكي وهو يهدف إلى التحكم في حالات اضطراب القلق عن طريق تعريض المريض تدريجيا إلى الأشياء أو المواقف التي تثير قلقه. ومن خلال هذه الطريقة يصبح المريض أقل حساسية مع مرور الوقت .
3- العلاج عن طريق القبول والالتزام (Acceptance and Commitment Therapy) – المعروف أيضا باسم ACT ويعمل هذا العلاج من خلال عدة استراتيجيات، مثل زيادة قدرة المريض على تَقَبُّل الأحداث والتركيز على الحاضر. حيث يتم تشجيع المريض على تقبل أحداث وتجارب الحياة دون أن يفكر فيها بصورة مبالغ فيها.
4- العلاج السلوكي الجَدَلي (Dialectical Behavioral Therapy) – المعروف أيضا باسم DBT وهو يجمع بين العلاج المَعرفي الإدراكي وممارسة التأمل العميق للتعود على قبول الأشياء.
5- العلاج عن طريق العلاقات الشخصية (Interpersonal Therapy) – المعروف أيضا باسم IPT وعادةً ما يركز على معالجة المشاكل الشخصية، وهي الأكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين يعانون من القلق والاكتئاب. العلاج عن طريق العلاقات الشخصية هو علاج نفسي قصير المدى ويحتوي عادةً على 12-16 جلسة أسبوعية.
6- العلاج عن طريق ملاحظة وتسجيل حركة العين (Eye Movement Desensitization and Reprocessing) –
المعروفة أيضا باسم EMDR يتم استخدام هذا النوع من العلاج لزيادة قدرة المريض على رؤية مشكلة أو موقف مزعج، بطريقة تُسبب قدراً أقل من القلق. ويتم ذلك عن طريق ملاحظة وتسجيل حركة عين المريض أثناء سرده للمشكلة.
العلاج بالأدوية
هناك أيضاً العديد من الأدوية التي تساعد على علاج اضطراب القلق. وعادة ما يتم استخدامها الى جانب أحد طرق العلاج السابقة. وتعتمد مدة العلاج بالأدوية على حالة المريض، وكذلك مدى شدة أعراض الاضطراب. وتكون هذه الأدوية عادة مضادات للاكتئاب.
بعض أساليب العلاج البديلة
هناك بعض الأدلة على أن العلاجات البديلة يمكن أن تساعد في تحسين اضطراب القلق عند استخدامها جنبا إلى جنب مع الطب التقليدي. ومن العلاجات البديلة الأكثر شيوعا:
- التأمل.
- الاسترخاء.
- اليوغا.
- الوخز بالإبر.
- التداوي بالأعشاب.
ما يمكنك فعله لتفادي اضطراب القلق، أو التخلص منه
- الطعام الصحي – احرص على تناول طعاماً صحياً وتجنب تناول الأطعمة المُصَنعة والسكر والمشروبات المُنَبهة، كالتي تحتوي على الكافيين، حيث أن ذلك سيساعدك على التحكم في أعراض المرض والتخلص منه. هناك علاقة وثيقة بين تناول الكافيين والأطعمة المُصَنعة، وبين الإصابة بهذا النوع من الاضطراب وتحفيز نوبات اضطراب القلق.
- أسلوب الحياة – إن اختياراتنا اليومية وأسلوب الحياة الذي نعيشه قد لا تساعدنا على تفادي القلق، بل قد يكون ذلك أحد أسباب انتشار هذا المرض. لذلك، فاحرص على تناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضية كجزء من روتينك اليومي.
- البحث عن السبب – قد يقوم معظمنا بالتعايش مع المشكلات التي تواجهنا، بدلا من محاولة حلها. إذا كنت تشعر بالقلق أو الاكتئاب، أو كنت تشعر بأنك غير سعيد في حياتك، فابحث عن السبب وقم بتغييره.
- العودة إلى الأساسيات – يمكن أن تساعدك على أن ترى ما هو مهم في الحياة وما يُشعرك بالسعادة. فما الذي يمكنك أن تفعله للعودة إلى طريقة أسهل للحياة، حتى لمجرد دقائق؟
- ساعد نفسك على اكتشاف بعض الطرق البسيطة لدعم صحتك الجسدية والنفسية. لا تقضي أوقاتاً طويلة في مشاهدة التلفاز أو استخدام الكمبيوتر أو التليفون المحمول. وبدلا من ذلك، اقرأ كتاباً، أو تحدث إلى صديق، أو العب مع أطفالك، كما يمكنك أيضاً الذهاب في نزهة للمشي أو للتخييم والاستمتاع بغروب الشمس. فكر ما الذي يمكنك فعله بخلاف ذلك؟
لقد أصبح اضطراب القلق أكثر انتشاراً نتيجة للخيارات التي نقوم بها وكذلك لأسلوب الحياة الذي نعيشه. ولكن الجيد في الأمر هو أن الكثير من الأشخاص يحققون تحسناً ملحوظاً خلال بضعة أشهر من العلاج. ويزعم الذين ما يزالون في مرحلة النقاهة، إن الضحك المتكرر والشعور بالامتنان للأشياء الصغيرة في الحياة، يساعد بالفعل على الشفاء.
إن مفتاح الشفاء يكمن في أن تعترف بأنك تحتاج إلى إجراء تغييرات في حياتك وأن تطلب دعم المحيطين بك. وكلما أسرعت في تغيير أسلوب حياتك، كلما تمكنت من الاستمتاع بحياة هادئة وسعيدة بصورة أسرع. فجميعنا نستحق التمتع بذلك.
0 التعليقات:
إرسال تعليق