إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

السبت، 21 مايو 2016

ماهو مفهوم الشخصية السيكوباتية؟


الســـــيكـــوباتــيــة....
   إن ما يزيد من السيكوباتية و من خطرها ما تنفرد به بين علل النفس و العقل و اضطرابات السلوك جميعا، من مظهر خداع يختلف كل الاختلاف عما تتفصح عنه حالات الجناح أو الدهان أو النقص العقلي، و أن لأصحابها لينطلقون في المجتمع أحرارا يعيشون فيه و يعبثون بمحرماته و يشقون من أقدارهم و أقدار غيرهم ما أتاحت لهم الظروف أن يفعلوا.
لذلك نتناول في هذا الفصل مفاهيم أولية حول السيكوباتية، أنواعها، و مميزاتها السلوك السيكوباتي.

أصل الشخصية السيكوباتية:

   كان المعتقد في الأصل أنها جبلية ( خطيرة )(1) أي أنها أصلا وراثية في طبيعتها و هي تتميز عادة بالسلوك غير الأخلاقي أو المعارض لمستويات المجتمع، و مع الرغم من أن القليلين في الوقت الحاضر يعتبرون أن هذا النوع من الاضطرابات وراثي، إلا أنه لا يزال حتى الآن يستخدم في وصف نماذج السلوك الثابتة درجة عالية و التي من العسير تغييرها.
و يضم هذا النوع من الاضطرابات معتادي الإجرام، و مدمني الخمور، و المتعودين على تناول العقار، و المنحرفين جنسيا لأبويهم من أفراد المجد معهم مشاعر عامة.

   و يعتقد البعض أن السيكوباتية وراثية ذلك لأنها تنقل عبر الأجيال،و لكن مجد أن الأبناء أكشر السيكوباتية من الإخوة السيكوباتين، مما يدل على أثر تربية الآباء على الأبناء منها عن أثر علاقة الدم.

   و يعطي قانون الصحة النفسية الإنكليزي لعام 1909 الحق للأطباء في احتجاز أي مريض يشكون في أنه سيكوباتي، و سوف نتطرق للمزيد في أصل الشخصية السيكوباتية و فيما في فصل العوامل السيكوباتية لدراسة العامل الوراثي(2).

2- جبلة: هي مجموعة الخصائص الفطرية و الموروثة و تكون نافعة في بعض الاحيان و ضارة الأحيان الأخرى على الفرد.

تعريف السيكوباتي:

   السيكوباتي هو ذلك الشخص المعتل نفسيا أي المريض نفسيا، و يتسم بعدم النضج الانفعالي لنشأته في بيوت باردة انفعاليا، و لضعف بناء الشخصية، بسبب التقليل المفرط بحيث لا يتعلم الفرد من طفولته قمع رغباته، فيثبت عند مستوى طفلي من التمركز حول الذات، أو لعدم توفر الأنماط الاجتماعية المقبولة.

   ;هو ذلك الشخص الذي يظهر ذكاء جيدا إلا أنه يعاني من عجز في القدرة على تنشئة نفسه تنشئة اجتماعيا أو تطبيق نفسه تطبيقا اجتماعيا سويا، فتظهر عليه علامات الأنانية، و حبه لذاته، و عدم مراعاته لحقوق الآخرين، كما يمتاز بالنرجسية ( Narcissisme )(1) و بالنزاعات المضادة للمجتمع و بالرغبة في استغلال الآخرين و بابتزازهم.

   السيكوباتي هو الشخص المريض أو المضطرب في علاقاته الشخصية المتبادلة مع فقدان الحساسية الاجتماعية و هو الشخص الذي لا يمكن تصنيفه كضعيف عقدي أو عصابي أو دهاني و لكن عجزه يمكن في النمو الخلقي و الأخلاقي، و عجز في إتباع القوانين الاجتماعية المقبولة من المجتمع الذي يعيش فيه.

تعريف الشخصية السيكوباتية:

لابد لنا من القول في مستعمل العرض لتعريف السيكوباتية أن ذلك ليس بالأمر اليسير، فقد عرض هذه المشكلة، و خاصة في السنوات الأخيرة، عدد غير قليل من الباحثين و منهم:

- لقد عرف شيني ( Cheney ): " إن الشخصية السيكوباتية تتميز بصفة خاصة بفجاجة الانفعال أو طفولته، مع قصور بالغ في الحكم و عجز عن الإفادة و التعلم من التجربة. و أصحابها عرضة لصنوف من السلوك الانفعالي لا يقيمون فيه وزنا للغير، كما أنهم عرضة لتقلبات انفعالية مع تأرجح سريع بين المرح و الانضباط، كثيرا ما يبدو أنه لأسباب تافهة...".

- عرفها تورث ( E.A.North ): " الشخصية السيكوباتية هي نموذج من الشخصية الذي يتفحص في سلوك ما يفصح سلوك خارج عن مكان صاحبه من الحياة( أو من الجماعة التي بينها) و قد لا يكون في هذا السلوك ما يفصح عن الذهاب أو الجناح و لكن يقع في الحدود الفاصلة بين المرض العقلي و التوازن السوي...".

- عرفها بارتريج ( Partridge ): " السيكوباتية بأنها قالب سلوكي مستمر فيه عادة الإسراف في المطالب، الخاصة و العامة، و يستجيب لعدم إرضاء تلك المطالب المباشرة و على وجه عاجل بالنزوع إلى اتخاذ طرق مميزة خاصة لسيادة الموقف تظهر في صورة إنفجارات انفعالية أو ألوان شتى من الإفصاح عن عجم الكفاية، أو الهرب في صورة من الصور"

- عرفها كازون بأنها: " نموذج من إرجاع الشخصية و حالة وظيفية يصاب فيها الفرد بعجز خطير في الفترة ضبط كثير من الدوافع البدائية المضادة للمجتمع في السلوك ".

تصنيف السيكوباتي:

تعد مسألة التصنيف من الأركان الهامة غي البحث العلمي على وجه عام ة هي تبدو ذات أهمية خاصة في ميدان التطبيقي الطبي. فإن تصنيف المرض ينبئ بوضوح الفكرة عنه و يشير من ناحية أخرى إلى السبيل الصحيح في إنذاره و علاجه.

- إن كربلين ( Kreplin.E ) قد صنف السيكوباتية في كتابة عن الطب النفسي عام 1915 كما يلي:

1- سريعو التنبيه.
2- المتقبلون.
3- الاندفاعيون.
4- الشذاذ.
5- النصابون.
6- أضداد المجتمع.

- وهناك تصنيف" بارتردج" في كتابه المفهوم المتداول حول الشخصية السيكوباتية عام 1930 كما يلي:

1- غير الأمين.
2- المكتئبون.
3- ضعاف الإرادة.
4- الواهنون. ( الوهن = الكسل ).
5- المشاغبون.
6- أشباه البرانويين.
7- المنفجرون: الاندفاعيون.
8- سريعو التنبيه.
9- العدوانيون.
10- النصابون.
11- المتشردون.
12- المنحرفون جنسيا(1).

أما كان ( KAHN.E ) هو تلميذ لكراين، فقد صنف النصابون. على أساس المزاج و أساس القلق ثم تصنيفا عاما للشخصية ككل أما تصنيفه للمزاج فهو كما يلي:

1- زائد و الحساسة:

- زائد و النشاط.
- المنشرحون( الإشراح = المداح ).
- سريعو التنبيه.
- المنفجرون.
- سريعو التهيج.

2- ناقصو الحساسية:

- قليلو النشاط ( البلغميون ).
- بطيئو الهمة متعاقسون. ( التعاقس = تلك الشخصيات الافجاطية).
- يريدوا الإحساس و عديموه.

3- شديدو القلق:

- الشكيون.
- المكتئبون.

4- متقلبو الحساسية:

أ)- التصنيف على أساس الخلق:

- المنطوون و النشيطون.
- المتركزون حول الذات.
- المنطرون الخاملون.
- متكافؤو الميل.

ب)- التصنيف على أساس الشخصية ككل:

- الشخصيات الهترية.
- الشخصيات السوداوية.
- الشخصيات الحساسية.
- الشخصيات الحصرية الاجبارية.
- الشخصيات الشاذة.
- الشخصيات الواهنة.

- و هناك تصنيف أخر لستريكرا ( Shecker ) عام 1988 كما يلي:

1- مجرمون.
2- المتقبلون انفعاليا.
3- غير الأكفاء.
4- أشباه البرانويين.
5- مدمنو المخدرات.
6- النصابون.
7- المصابون بجنون السرقة.
8- المصابون بجنون إشعال الحرائق.
9- المنحلون خلقيا.

- و هناك تصنيف ليفين ( levine ) للسيكوباتية كما يلي:

1- مدمنو الخمر.
2- المنحرفون جنسيا.
3- السيكوباتيون الهستيريون.
4- السيكوباتيون العدوانيون.
5- مدمنو المخدرات.
6- السيكوباتيون المكففون أو الخجاوي.
7- السيكوباتيون الذين يظهرون نماذج السلوك العصابي.
8- المجرمون.

- أما تصنيف الجمعية الأمريكية للطب النفسي لعام 1985 فإنه كما يلي:

1- السيكوباتية المصحوبة بجنسية مرضية كما هو معروف في الانحرافات الجنسية.
2- السيكوباتية المصحوبة بانفعالية مرضية كما في التقلب الانفعالي و شبه الفصام.
3- السيكوباتية المصحوبة باتجاهات لا اجتماعية أولا خلقية مضادة للمجتمع.

   و هناك تصفيات أخرى لسالدر (SALDER) و بلولر(Bleuler.E) و هندروسن (Henderson) و سيلتر(Slater) و غيرهم .... و في نهاية هذه التصفيات لابد لنا من القول بأن مثل هذه التصفيات في نماذج محددة متصلة إنما هي من خصائص المنهج الوصفي الذي لا يهتم بتعليل الحالة المرضية و دراسة أسبابها و تطورها بقدر ما يعني بوصف أعراضها و مظاهرها.

مميزات أو سمات السلوك السيكوباتي:

ماذا عسى أن يكون من شأن هذا الاضطراب الذي يجعل من السيكوباتي عبئا مزمنا على المجتمع و عالة ثقيلة على الجماعة؟ ماذا عسى أن يكون هذا الاضطراب الذي يجعل من صاحبه إنسانا يكاد لا يرتفع عن الحياة على ذلك المستوى من الفردية التي يستعصب عليها تمثيل القيم الاجتماعية و تعجز عن النضوج إلى المستوى الجامعي.

لذا سنذكر بعض السمات التي تميز الحياة السيكوباتية و أي الخصائص التي يجتمع عندها الاضطرابات السيكوباتي:

1)- إن السيكوباتي فيما رأينا يتوفر له قدر طيب من الذكاء فلما يهبط عنده خلق المتوسط و كثيرا ما يجاوزه، فلقد عرف كإيمان الذكاء "هو القدرة على خلق المواقف الجديدة التكيف معها" فهو يرى أن الذكاء القدرة على التكيف مع البيئة و لكن ليس السيكوباتي من هذه المقدرات التي يقتضيها التطبيق الاجتماعي للذكاء، فالسيكوباتية يقع في الخطأ نفسه مرة تلو الأخرى بغير أن يتعلم من التجربة، أو يرتدع من العقاب هذا ما يفسر الاندفاعية المميزة السلوكية.

2)- يعيش السيكوباتي في علاقة مشوهة بالعالم الموضوعي، هو لا يعرف الصدق و لا قيم له وزنا،و لا يلجئ بالحقيقة على لسانه إلا عرضا و من قبيل المصادفة.
فهو يغش و يسرق و يكذب و يختلس و يزور بغير أن يكون له من ذلك إلا الأقل الرجاء في الكتب، و ليس مما يعبأ له السيكوباتي أن يتكشف زيفه أو تفتضح أكاذيبه فهو يقابل ذلك جميعه بابتسامة باردة جوفاء، تبنى عن عدم اكتراثه لما حدث.
فالغلة عنده ألفاظ تردد دون أن ترتبط أو يرتبط هو بمدلولها، فهي تحقق له مطالبه العاجلة.

3)- على الرغم من أي الغالبية من السيكوباتي على جانب ملحوظ من التفوق الذهني فإن حياتهم جميعا أمثلة تعسة لفساد الحكم و قصور التقدير.
و يرى كريمان أن العامل الأساسي في تعطيل الحكم منذ السيكوباتيين إنما هو أنانية الدوافع التي تحفز سلوكهم.

4)- نقص الاستبصار بما هو فيه من اضطراب و عوج فقد يدرك السيكوباتي أنه نزيل أحد مستشفيات الأمراض العقلية لخروج سلوكه على مألوف الناس، و لكنه يعجز كل العجز عن أن يرى نفسه كما يراه الغير.
يعجز عن مواجهة الحقائق و يسقط ما بنفسه من تصور و نقص على "موضوع" ما في ذلك الخارج، ناسبا إليه علة ما قد تبعثر فيه من متاعب.

5)- السيكوباتي في إجماع الرأي، يعيش في مستوى التركيز حول الذات، و يصل من ذلك إلى صدى يجاوز أبعد ما يعرف عن مألوف الناس، و تنخفض نزعته إلى التركز حول الذات فيما يبدو عليه من مظاهر الغرور و تفخيم الذات، و عجز السيكوباتي على أن يتخذ له موضوعا خارجيا للحب( أي عجزه عن ثقل حبه إلى الخارج ).

6)- إن الحياة الوجدانية السيكوباتي لا تتجاوز المستوى الطفلي الذي يقف عنده الهستيريون و لكنها في الأولين أكثر ضحلا و أوفى جديا، و أعم شمولا، إنها تعجزهم كل العجز عند تمثيل القيم الاجتماعية التي بدونها لا يكون نضوج، و قد ينفجر السيكوباتين أحيانا في ثروات صاخبة تشبه الغضب أو الحزن، و قد يهمل الدمع منهم مدارا فيما يمثل الندم ورثاء الذات، و لكن الملاحظة تكشف أن هذا مرجعه القرب إلى ضعف الكف و سهولة الإفصاح منه إلى قوة الشعور.

7)- و إلى جانب فقر الوجدان السيكوباتية نرى الفجاجة الانفعالية في أحلى صورها و أشدها وضوحا.
يتميز السلوك السيكوباتي بالاندفاعية، و الاندفاعية تنفي التعمد و التدبير السابق و لا تعبأ بالناتج، و العمل الاندفاعي نبعث عن قوة محركة وراءه لا يدرك الفرد وجودها و ليس يملك لفجائيتها لها كفا، كما أن السلوك الاندفاعي سلوك سوي في المراحل الأولى من الطفولة و يميز كثيرا من أنماط الاعتدال أو الانحراف العقلي بعد ذلك، على أنه يتخذ كل منها طابعا خاصا.

خلاصة:

   إن السيكوباتية حالة متميزة عن غيرها من غيرها من الحالات فهي تخرج عن حدود السواء ما في ذلك من ريب فلا يمكن أن نصنف السيكوباتي كضعيف عقلي أو عصابي أو ذهاني ولكن لديه عجز في النمو الخلقي و الأخلاقي و عجز في إتباع القوانين الاجتماعية المقبولة من المجتمع الذي يعيش فيه.


شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق

افلام اون لاين